قصائـــــــــد منشــــورة







تَأبى الحُـــروفُ وتَـسـتَـعصي مَعَانِيهــا     حَتى ذَكرتُـكِ فانهَــالت قَوافِيهَـــــا
"حَبيبتي" قُلت فازدهرت رُبــى لُغتــي     وسَالَ طُوفــانُ عِطـرٍ في بواديهَــا
فَكيـفَ يَجــدَبُ حَــرفٌ كُنتـي مَطـلـعــهُ     وكيـفَ تَظمـأ رُوحٌ أنتـي ساقيهَـــا
تَـفـتحـت زَهـــرةُ الألفــاظِ فــاحَ بِهـــا      مِسـكٌ مِـن الشفـاةِ الحُمـرِ يأتيهَـــا
يا حُلوتـي يَاحَنــانَ الحُـبِ كَـم عصفـت    بِيـا المحبـةُ فيكِ واعتَـدتُ دَواهيهَـا
وكَــم تحملــتُ أوجَاعَــاً يَضيــقُ بـهــا    عقلي وجسمي وصَادَتني ضَواريهَا
لَكِــنَ حُبَـكِ يَـجــري فــي دَمــي وأنَــا      مِن غَيرهِ مَوجةٌ ضَاعَت شَواطيهَـا
يا حُلوتـي ياحَنــانَ الحُـبِ يُـسـعِـدُنــي     أنــي اشتَـريتُـكِ بالدُنيـا ومَا فيهَــا









أقاسيــةَ المَشاعِــرِ غادِرينــي     فَـما أنـا عَبــدُ سيـــدةٍ وكأســـــي
لَقدأخطأتـي حِيـنَ ظَننتـي أنـي     أبيـــعُ رُجولـتــي وأُذِلُ نَـفـســـي
فأكبــرُ مِـن جمَـالكِ كِبريائـــي     وأعنـفُ جداً من شفتيـكِ بأســــي
أقاسيــةَ الوصــالِ إليــا رُدي     لهيـبَ عواطِفـي وجَحيـمَ حِســــي
لقـد دَمـرتـي أبياتـي وشِعـري     فَجَفــت كلمتـــي وانبَــحَ هَمســـي
وجئتــي تَصطنعيـنَ الانَ حُبـاً     ذَبحتـي بـهِ الفــؤادَ ولـم تُحِســــي

أعيدينـي إلـى المَاضـي جَميـلاً    فَـمهمَـا كُنتـي أجمَـلُ مِنـكِ أمســـي







مَاذا بربكَ تَنتظر؟
عَوناً مِن الأغراب
أم عَوناً مِن الأصحَاب ؟
أم عَفواً مِن القَلبِ الذي قَد سُمتَــهُ سُوءَ العَذابْ !
مَاذا أشَارَ عَليكَ عَقلٌ جَاهِـلٌ ؟
أن تُلقي عِـتـَابـاً آخراً.. وتَـقـولَ أن القَلبَ تـَـابْ !!
مَاذا يُــفـيدُ عِـتَابَكَ المَحـرومُ مِن أدبِ العِــتَـابْ !؟
مَاذا سَتَــفـعَـلُ ؟
والمَكانُ مُحَاصَـــرٌ بِجَمـيــعِ مَن أخـبَــرتَــهُـم..
بالسِـرِ أو بالجَهــرِ والإعلانِ.. أو سَـلمــتَــهُـم ورقَ الكِـتـَـابْ
سَـتَــقـولُ قَد خَدعـوكَ !؟
مَن ذَا يُصَدِقُ كَاذِبـاً في وقتِ تَـوقِـيعِ العِــقَـابْ ؟
مَازِلتَ تَـحـسَـبُ أنَ طِــيــبَــةَ طَـبـعِـنَـا تَــعـنِــي السذاجةَ
لا..
فَـنحنُ القَـابِضـونَ عَلى مَـقَابِضِ ألـفَ سَـيفٍ..
يَـسـتَـطِـيـعُ بِـأن يُـطَّـيـرَ مَا يَـشَـاءُ مِن الـرِقَــابْ
لا تَـعـتَـمِـدْ..
أو تَـعـتَــقِـدْ..
"أنَ التَـسَـامُحَ بَــعـدَ مَذَلــةٍ مَضـمونٌ"
لأنَكَ حِـيـنَ تَـبدَأُ بِالتَـفَـاوِضِ..
والحَـيَـاءُ يَــهُـزُ وَجـهَـكَ :
سَوفَ تَــنـكَـشِـفُ الحَـقِـيـقَــةُ كَالضَــبـَــابْ
"أنتَ مَكروهٌ"
كَوجهٍ أخــرَقٍ.. كَانَت لَـهُ فُــرَصُ الـنَجَاةِ مُـتَـاحَةً
لَـو كَانَ قَـرَرَ الانسِــحَـابْ
يَا قَـلـبُــهَـا المَـحـصُــورُ بَــيّـنَ الـرَاغِــبِــيـنَ بِـقَـتــلِــهِ :
أنصِـتْ بِــرَبــِكَ قَد أتَـى وَقتُ الـحِـسَــابْ
يَا مَن ظَــنَـنتَ أنَ حُـبَـكَ خَالِــدٌ
"أبـشِـر فـإنَ الظَـنَ خَــــابْ"

مَاذا بِــرَبــِكَ تَــنـتَــظِــر ؟!
"شِــعــرَاً غَــرَامِـيَـاً!!"
"رِسَالةَ عَاشِـقٍ!؟"
وصَغِيــرَ عَـقلٍ فَـوقَ رأسِـكَ قَـد حَـبَـاهُ اللهُ مِن نَـــفْـسِ الغَــبَاءْ
كُن وَاقِــعِيـاً ..
"كُـنتَ مَـحظُوظَــاً"
وَشَــاءَ الـحَظُ أن تَـأتـي ..
وَهَـا قَـد شَـاءَ أن تَـمضي ..
فَـحَـاوِل أن تُـغَادِرَنـَـا بِـبَـعضِ الكِـبـرِيَــاءْ
"قَـد صِـرتَ عِــبـئَــاً"
فَـاســتَـــبِــق مَا سَـوفَ يَــجـرِي ..
قَـبلَ أَن تُــصفَـع كَـثـيـراً بازدِرَاءْ
مَازِلتَ تَـطمَـحُ أن تَـدخُـلَ التَـارِيـخَ مِن بَابِ المَدِيحِ
وإنَ شِـعرِي قَالَ "تَـدخُـلُـهُ" .. وَلَـكِن مِن مَـوَاسِـيـرِ الهِـجَاءْ
فِي خَاطِـرِي يَـعـلو نِـدَاءْ :
"مَـن جَـاءَ دُنـيا العِـشقِ بِالتَـزوِيـرِ يَـرحَلُ بِالحِـذَاءْ"

مَاذا بِــرَبــِكَ تَــنـتَــظِــر ؟!
حَـدِق بِـمِـرآةِ الـزَمَـان ِ .. 
وَقُل لِـنَـفسِكَ كَـيفَ صِـرتَ اليَومَ رَمزاً للمَذَلَةِ والخِـيَانَـةِ والـعَـنَـا
مَاذَا تَـرَى فِـي هَـذِهِ الـمِـرآةِ غَـيرَ قَـلبٍ :
"لَم يَـستَمِـع لِـضَمِـيـرِ عَاشِـقِـهِ"
فَـأفلَسَ وانحَنى
مَاذَا تَـرَى فِـيـهَا ..
سِـوَى وَجـهٍ تُـغَطِـيهِ الـمَسَاحِيقُ الكَذُوبَـةُ دُونَ فَـائِـدَةٍ 
فَـيُـبـصِرُهُ الجَـمِـيعُ تَعَـفـنَـا
إصرُخ أَمَـامَ جَـلالَـةِ الـمِرآةِ ثُمَ اسأل ضَـميرَكَ مَـن أنا !؟
سَـتَـرى الـجَوَابَ يَـعُودُ :
أنتَ "فُـؤادُهَـا الـمَهزُومُ" لَـحظَـةَ وَصـلِـهِ
مُـتَـذَلِـلاً
مُـتَـوَسِـلاً
مُـسـتَـنـجِداً بِـعَـدُوهِ مِن أهـلِــهِ
وإذَا خَـسِرتَ ذَويـكَ لَـن يُـجدِيكَ أن تُـرضِي الـدُنــَـا
فَـاتـعَـس بِـذَمِ الـعِشقِ وَلـتَـهنئ بِــمَدحِ عَـدُوِنـَــا

مَاذا بِــرَبــِكَ تَــنـتَــظِــر ؟!
القَـادِمُ الــمَشبوهُ أصـبَحَ وَاضِـحَاً كَالشَـمسِ فِـي عِــزِ الظَـهِـيـرهْ
فَاذهَـبْ إلى حَـيثُ الـمَـصَائِـبِ ..
واصـطَـحِـبْ كَــيّـدَ "أمـيـرهْ"
قَد تَـغــفِـرُ الـنَـفسُ الخِـيَـانَةَ إن رَحـلتَ الآنَ
فَـخُذ "سُـوزَانَكَ" وابدَأ الآنَ الـمَـسِـيـرهْ
مَـازَالَ عِـندَكَ فُرصَـة ٌ فَلتَـقــتَـــنـِــصـهَا :
"إنـهَـا تَـبدو الأخـيـــــرهْ"

يَا وَجـهُـهَـا الـمَكشُوفُ فِـي الزَمَنِ الـمُـقَـنَـعِ بالـرُموشِ الكَاذِبـيــنْ
يَا إسـمُـهَا الـمَـلعُـونُ فِـي كُلِ الـقَصَائِدِ ..
مُحـضَـرَا ً فِـي كُـلِ "سِـيــن"
يَا قَـلـبُـهَـا الـمَـشـتُـومُ فِـي مُـدنِ الـمَكَارِمِ مِن شُـعُوبِ العَاشِـقِــيـن
مَاذَا سَـتَـفعَلُ ؟؟
هَـل سَـتَـبـعَـثُ عَـبـرَ مَـرسُولٍ غَرامِـي ٍ  :
"رَجَـائَـكَ" مَـعَ دَمعٍ سَـخيـــنْ !
أم هَـل سَـتُـقسِمُ أن تُـحَاسِـبَ مَن رَعـيـتَ مِنَ الـقُلوبِ الـحَاسِدِيـنْ!
عَـفواً يَـعُـمُ الـكُلَ ..
ولـتُـسمِـع جُـمُـوعُ الـحَاضِـريـنَ الـغَـائِـبـيـنْ :
فَـلـتَـشهَـدوا :
"إنـا عَـفونَــا عَن خَـطَـايـَاهُـم"
شَـريطةَ أن يُـمِدُونـَا بِبَعضِ الـوَقتِ كَي نَـقضي عَـليهِم أجمَـعـينْ

لَن يَـنفَعَ الـمَرسُولُ فَـالـمَقـسُومُ آتْ
لَن تَـرحَمَ الأقلامُ دَمعَكَ
أنتَ لَم تَـرحَم جُـرُوحَاً لِلحَـنَـايَــا الـصَـابِـراتْ
تَـحـتَاجُ مُـعـجِزَة ً . .
وَلَـكن "مَـرَ عَـهدُ الـمُـعـجِــــزَاتْ"
هُـو مَـشـهَدٌ .. مَـلَ الـمُـدَوِنُ مِن تَـكـرُرِهِ :
"فُؤادٌ أحمَقٌ" كَـرِهـنَاهُ مِن طبع ٍ  ..
وَيَـبدو آخَـرٌ فِـي يَـومِ عَـودَتِـهِ :
قَـتِــيلا ً مِن مَـواقِـفِـهِ الـقُـسَــاةْ
يَا كَاتِبَ الأشعَارِ قُـلِي : "كَم حَويتَ مِنَ الـعِضَاتِ الوَاضِـحَاتْ !
لَن يَـنـفَعَ الـحَمقى "اصـطِـنَاعُ مَـحَـبَةٍ"
فَـنِهَايَةُ الأشـجَانِ وَاحِدَة ٌوإن لَعِبَ الـمُدَوِنُ بالأسَامِي والـصِفَات
"فارحَـــل"
لأنَكَ إن بَـقِـيتَ :
"تَـرَى الـمَـهَانةَ قَـبلَ أن تَـلقى الـمَـمَاتْ"

مَاذا بِــرَبــِكَ تَــنـتَــظِــر ؟!
أدري ..
وتَدري ..
رُغمَ كُلَ الـكَاتبينَ رثائهُـم بجوارِ نَـعشك..
أنَـنـَا فـِي آخرِ الفَـصلِ الأخيـرِ مِن الـقَصيــده
أدري ويَدري القَارِئُونَ جَـميعُـهُـم :
أنَ الـخِـيانةَ فِـيـكَ قَد أمست عَقيـــــدَه
أنا لا أُحِبُ الـهَجوَ ..
لَكِن إن ذَكَرتُكَ ..
تَخرُجُ الألفَاظُ مِثلكَ في التَعَاسَةِ والنَجَاسَةِ والخَسَاسَةِ لا تَلُمهَا
إنهَا فِـي وَصفِكَ انطَلَقتْ سَـعِيـــدهْ
حَاوِل تَـدَبُـرَ مَا تَراهُ ..
فَـمَـا تَراهُ نِـهَايَـةٌ مَـحتومَةٌ هَـيهَـاتَ يُـجدي مِن مَـكِيدَتِـهَا مَكيدَه
مَـازِلتَ مُـحـتاراً !؟
أقـولُ لَكَ انتَـبِه :
دَوماً عَلامَـاتُ النـِهَايَةِ فِـي اقتِرابٍ حِينَمَا تَـبدو بَـعيــدَه
فِـي الصَـفـحَةِ الأولى نَـراكَ مُـتَوجَـا ً ..
ولَـسَوفَ نُـبصِرُهُ رَحِـيلكَ ..
مُـعلَــنـاً ومُوثَـقاً بِشَمَاتَةٍ طُبِعَت عَـلى نَـفسِ القَصِيـــدَه
"يَا أيُهَا القَلبُ الـمُهَروِلُ"
نَـحنُ مَن نَـجري وَرَائَـكَ بالـحِـجَارةِ والـخَـنَاجِـرِ فَـانـتَـبِــه :
لَـستَ الـحَـبيبَ الـيَومَ .. بَل أنتَ الـطَـريـــدَه








عنكِ رَفعتُ فِكرَة الوجــودْ
دَفعتُ أحرُفـي..
ودَفتري.. وأسطُري
نَهرتُكِ..
طَردتُكِ..
بَكيتُ عِندّ طَيفكِ..كَـي لا يَعــــودْ


استَحلفتهُ باللهِ أن يترُكنـِي..
استَنجدتُ يا مولاتي..
بمَا استملّكتـهُ من حِنكتي بالكِبريَاء والجَفَاءْ..
بالقَسوةِ الصُغرى مع الكُبرى..
بمَا حَفظتـهُ من مَصحـفِ الـبُرودْ


لكِنكِ مَولاتي..
غَزوتِي كُلَ الحُـدود بِلا حُـدودْ!
زَرَعتي أحرُفي المتجمدةَ بالـورودْ
أيقضتِهَا..
رَاقصتِهَا..
ضَمَمتِهَا..
فانتفضتْ من صَمتِها..
وهَاجَمتْ هَواجِسِي..
أوقدتْ جُنونَ النَـارِ ذَاتَ الوقـودْ
وآذنتْ لأسطري.. لتَبدأ بِالسُجـودْ


فَافتَتحتْ نشيدهَا..
أشتقتكِ.. أشتقتكِ.. أشتقتكِ
ورَتلتْ آلحانهَا..
أشتقتكِ.. أشتقتكِ.. أشتقتكِ
وقَرأتْ فِي سِرهَا وجَهرهَا..
فِي خَفضِـهَا ورفعِهَا..
أشتقتكِ.. أشتقتكِ.. أشتقتكِ


فَكم قُلتُ يَا مولاتي..
سَوفَ أحلم أيّ أنثى غَيركِ..
"إلا سِـــواكِ لنْ أصُـــد"
لكنَني رَأيتكِ..
فأيمَا عَينا امرأةٍ رأيتُهَا:
رَأيتُـكِ..
فإن رَأيتُ المَاشِـياتْ:
رَأيتُـكِ...
وإن رَأيتُ الجَالِـسَاتْ:
رَأيتُـكِ....
والنائِـمَات الكاسِـيَات العَاريـَاتْ:
رَأيتُـكِ.. رَأيتُـكِ.. رَأيتُـكِ


أيقنتُ بَعدهَا مولاتي:
بأنَكِ "سِــــــرُ الغيــوب"
سِحرُ النساءِ من الشمالِ إلى الجنـوب
الحَسنواتْ..
الحَمرواتْ..
الشَقرواتْ..
القاتِلات بلا حُــروب


مَا حِيلتي إذن..!
سِوى الخُضوع للسِر..
والاعتــــــرافْ الاعتــــــــرافْ
أتلو على مَسامِعكِ الليالي.. ثُـمَ الإنصـــراف


أمَا فؤادي.. إذا سألتي :
فهُنا يَعيش الاعتـــــذارْ
يُساءلُ الأفكـــــارْ:
"مَا الحُكمُ بي يَا سُلطانةَ الدِيـــارْ؟"
ومَا القَـــــرارْ؟؟
إن كَانَ خَاتمُ قصتِي:
إشتقتُكِ.. إشتقتُكِ.. إشتقتُكِ
ونَسيتُ أن أضع... أيّ اعتبـــــارْ//
2012/6/8







أُحِبكُ جِداً..
وأعرفُ أني وراءَ الـمراكبْ.. وأنتي وراءَ البيوتْ
وبيني وبينَكِ..
شطٌ وبحرٌ وموجٌ وحوتْ
وأعرفُ أن الوصولَ لعينيكِ حُلمٌ..
وأعرفُ أنَ الوصولَ لشفتيكِ مَوتْ
ويُسعِدُني أن أموتَ لأجلكِ أيتها السَاحِــــره
ولو خيروني..
لكررتُ "اسمكِ" للمرةِ العاشـــره


أيا من صَنعتُ هواها... من جنونِ السَهــرْ
أيا من خَشيتُ لقاها... من عيونِ القَمــــرْ
عَشِقتُكِ غيباً..
وعشقي يفوقُ الذينَ قَضوهُ بعُمرِ الصــورْ
غرامي مدينة.. وعاصمتي قلبكِ..
وعينيكِ منفايّ في غربتي والسفـــرْ


وأعرفُ أني أُسافِرُ في بحرِ عينيكِ دونَ اختياري
وأترُكُ عُمري ورائي..
وأركضُ خلفَ انتحاري
أيا امرأةً تُمسكُ القلبَ بينَ يديها..
سألتُكِ بالله:
رِفقاً بقلبي حينَ انكساري
فَماذا يكونُ الهوى غيرَ صفحٍ..!
وماذا أكونُ إذا لم تكوني جواري؟


أنا من أَحَبكِ منذُ الطفولةِ حُبَ الجنــونْ
فكيفَ لعمرِ الـمحبةِ يا حلوتي أن يهونْ؟
وكيفَ لنا أن نعيشَ وكيفَ لنا أن نكون!!


أُحبكِ جداً وجداً وجداً وجداً
ويُرعبني أن تمرَ عليَّ الثواني..
ولا أتذوقَ صوتكِ.. صوت الوتـــرْ
ولا أتخبأُ مثلَ الخواتِم بينَ يديكِ عندَ الـمطــرْ
كلامُكِ سِحرٌ.. وصمتُكِ سِحرٌ..
وحُبكِ يجري بدمي مثلَ القضاءِ ومثلَ القــدرْ /




لكَ الله يا هـامةً من إبـاءْ
ويا قمراً لـم تَـسعـهُ السماءْ
لكَ الله يا هرماً رابعاً... تدثـرَ بالعـزِ والكبريـاء
لكَ الله يـا جنةً مِن جحـيم... ويا روضةً من سعيـرٍ ومـاءْ
لكَ الله يـا والـدي كلما... هتفت لمروة.. فردت صفـاء
****
وبعد...
فيا والدي إنني..
غريبٌ يقيمُ بأرضٍ يـبـاب
يرافقني الغـدرُ فـي كـلِ دربٍ.. ويرمقني الـموتُ من كلِ باب
أنامُ ولـي رُفـقـةٌ طيـبون... وأصبحُ والكلُ حولـي ذئـاب
لكَ الله يا والدي لا تسل... لقد ماتَ قبلَ السـؤالِ الجـواب
****
أنا ذلكَ الطفلُ خاضَ الحياة... كبيراً كما خاضَ يوماً أبوه
أعَدَ لهُ الـموتُ قومٌ لـئـام... وما قـتلوه وما صلبوه
فأفصَحهُم أخـرسٌ فـي الخطـوب... وعند التملقِ لافُضَّ فُـوه
فكيفَ يعيـشُ الذي حَولهُ.. ضَغائِنٌ كالـمُهلِ تشوي الوجوه؟!
****
أبـي أيَ ذنبٍ تُرى قد جَنيتْ؟
وفي أي مـحرقةٍ قد هَويـتْ؟
تـجرعتُ في العيشِ مُـرَ الوشــــــاة..
ومن قدحِ النائباتِ ارتويـتْ
وأسقيتُ شِعري دماء الحروف.. 
فأزهـرَ دمعـيَّ في كلِ بيـتْ
ألا ليتـنـي ما عرفــــتُ الحيـــــــاة..
وليتكَ بـي يا أبـي ما أتيـتْ!!
2012







أفاتنتي أنا ليلٌ طويل..
بلا صبحٍ... وجناتي سعيـر
أنا شوقٌ وللأشواقِ عيشٌ..
يكدرُ صَفوهُ الدمعُ الغزيـر
أنا حبٌ يذوبُ ولا حبيبٌ..
وقلبٌ يستجيرُ ولا مُجيـر
*****
أُناشدكِ الإلهَ كفاكِ صمتاً..
فأوردتي براكينٌ تثور
يموتُ الصبُ من ظمأٍ وشوقٍ..
وفي شفتيكِ يُحتكرُ الغدير
ويشتاقُ النديمُ إلى مدامٍ..
وفي نهديكِ تُعتصر الخمور
ويحترقُ الفؤادُ أسىً وحزناً..
ولا حسٌ لديكِ ولا شعور
******
أنائمةَ الجفونِ مَللتُ سهدي..
ومَلتني الـمخدةُ والسرير
أنامُ على الجراحِ ولا خيالٌ..
يعانقني ولا حُلمٌ يزور
وانتظرُ الصباحَ لعلَ فجراً..
يشعُ ويبصرُ النورَ الضرير
ولكنَ الصباحَ يجيءُ فرداً..
كعادتهِ ولا تأتي "عبيـر"
*****
أفاتنتي لعمركِ طالَ سجني..
بدائرةٍ تُديرُ ولا تدور
ولا أدري متى سَيُفكُ أسري!
وممن سوفَ ينتقمُ الأسيـر؟
لمن باللهِ تكتـنـزينَ طِيباً؟
لمن باللهِ تُدَخرُ العطور؟
لمن باللهِ صدرٌ من رخامٍ.؟
لمن شفةً... لمن شعرٌ حرير.!
لمن كأسانِ من عسلٍ وخمرٍ.؟
وبين يديكِ سِكيرٌ صغير...!
******
أيا حمقاءُ إن العمرَ يجري...
كما تجري الدقائقُ والشهور
فخافي الله في جسدٍ سَيـبلى..
إذا ذبلت بخديكِ الزهور
وخافي ليلةَ تبكينَ فيها...
وما في الأفقِ مِصباحٌ يُنير
فماذا أنتِ فاعلةٌ أذا ما...
جفاكِ الطفلُ والشيخُ الكبير!
أحبيني ولو حباً يسيراً..
فليسَ يضركِ الحبُ اليسير
وغضي الطرفَ عمن قالَ يوماً..
بأن الحبَ بهتانٌ وزور
فلولا الحبُ ما أتلّفت قلوبٌ..
ولولا الشوقُ ما ناحَت طيور
ولولا البعدُ ما انهمَرت دموعٌ...
ولولا الوصلُ ما انشرحَت صدور
ولولا العِشق ما راشيتُ أُنثى.. يزينها التبخترُ والغرور.
                                                                                

إليكِ الجوابَ ولا تسأليني
فقد شعَ من ناظريكِ السؤال
يقولونَ عني بأني... وأني...
نعم يا "سُمية" أنا ما يُقال
أنا قِبلةُ العاشقاتِ جميعاً..
وياما إليّ تُشدُ الرِحال
وهنَ اللواتي اعتقلنَ فؤادي..
وما كان من شيمي الاعتقال
جميلٌ كيوسف..! من قال هذا.!؟
وإن قلتُ هذا فقولي محال
ولكنهنَ سكنَ وريدي..
وأدركنَ أينَ يعيشُ الجمال
فلا تجزعي ياحبيبةَ عمري
فأنتِ البقاءُ وهنَ الزوال
وأنتِ التي ليس قبلكِ أنثى..
وبعدكِ كل النساءِ رجال. 
                                                                                  
قبلَ أعوامٍ قلائل
من حياةٍ كنتُ فيها.. فارس الحبِ الـمُقاتل
أقبلت "هيفاءُ" تسأل: عن حبيباتي الأوائل!
و عشيقاتي اللواتي..
كنَ في عمري كثيراتٍ كحباتِ السنابل
سائَلَتني وهي لا تدري بأني:
دائماً نفسي أُسائل؟
أين من جِئنَ فُرادى.! وتفرقنَ قوافل..؟
أينَ من كُنَ زهوراً..! وتفجرن قنابل.؟
أينَ من كنَ فروضاً..! في حياتي ونوافل.؟
أينَ من كنُ شعوباً..
ذاتَ يومٍ وقبائل...؟
ليتها "هيفاءُ" ماتت..
قبلَ أن كانت تُسائل

صارت الساعة السابعة
وأظـنّ أن الوعدَ بيننا يا مغرومتي..
عصرا ًتمامَ الرابعة!!
أهي الظروفُ ستـنفضينَ غُبَارَها؟!
أم أن شخصا ًآخـراً أضحى يُشاركني الهوى..
فضربتِ ميعـادا ًمـعـه؟
* * *
لا تكذبي
وخذي دموَعكِ يا رخيصة واذهبي
فلقد مللتكِ طفلة ًمتميعة..
ومللتُ ضحكتكِ الكذوبة َوالعيونَ الخادعة
ومللتُ من قلبي الـمحطـَّمُ حينَ جئتـُكِ صانِعا ً..
قصرا ًمن الحُبِّ البريءِ وجئتِـني مُتـصنعه!!
* * *
أوهمتِـني أني وحيدكِ في الهوى.. وخدعتِني
وحلفتِ لي أنَّ الفؤادَ لمن سِوايَ مُحرمٌ..
فوهبتهِ .. وغدرتِني!!
وجعلتُ منكِ عزيزة ً.. لـمّـا عشقتكِ غلطة ًفأهنتِني
ووضعتُ خدّي في يديكِ ليستريحَ من الجوى..
فصفـعـتِـنـي
* * *
فبأيِّ دين ٍتدَعينَ محبتـي؟!
بل أي شَرع ٍشَرعَّـه!؟
وبأي ذنبٍ قد عشقتكِ قانعاً...
وعشقتنـي مُتَقَنِعَه
* * *
لا تحزني
وحذارِ أن تتوهمي.. تلكَ الدموعُ تهزني
أو تحسبي أني أعودُ إلى هواكِ فأنحني
أنا لا أعودُ لجاحدٍ أكرمتـهُ وأذلني
ولمن وهبتُ لهُ الحياة َحماقـة ً.. فأماتني
هي غلطة ٌفي العمرِ لستُ أُعيدها..
وثقي بأني قد نسيتكِ.. فانـسِـني
ولتعلمي
أني مللتكِ محتالةً.. ومخادعه
أهديتِني القلبَ المزيفَ في الهوى..
وفؤادُكِ الولهانُ مرتهن ٌمَعـه
وعزفتِ لي لحنَ الـمرارةِ والجوى..
وقصائِدُ الأشـواقِ تغـزو مَسمْعَـه
فلمن وهبتِ العُمرَ "يا سمـسـارة ً"
يوما ًمعي تقضي وأياما ًمعـه !!؟!
ولمن زهوركِ تبعثينَ أريجها ؟!
ألِواحدٍ تهوينـهُ.. أم أربعـه !!؟
* * *
لا تحلفي
وكفاكِ أيـمَـانا ًبـربِّ الـمصحف ِ
فيمينكِ الخداعُ ملَّ من الغرام ِالـمؤسِف ِ
وبريقكِ الوضاءُ أوشكَ في الهوى أن يختفي
فدعي التبذرَ بالدموع ِ.. وحاذري أن تسرفي
وكفاكِ يا بلهاءُ أعـذارا ًبها تتأسفي
أنا لم أعد ذاكَ الذي.. قد كُنتِ يوما ًتعرفـي
أنا يا ابنة َ"الحاناتِ" نـورٌ..  ما خُلقتُ لأنطفـــي.
                       
تلكَ الحمقاءُ المجنوَنهْ
تتنقلُ بين دواويني.. ما بينَ الفينةِ والفينهْ
وتنامُ بأرصفةِ الكلمات.. كقصةِ حبّ ٍملعونه
تحضنُ أشعاري.. فتخنقها..
يا لَلأشعارِ المسكينه
ويموتُ الحرفُ بنهديها.. ويذيبُ الصدرُ شرايينه
يا ويلي..
كيفَ غدتْ "ريمٌ"
تعشقني عشقَ المجنونه!؟
وكأنـّي قيصرَ أو كِسرى..
أو من فـتـحَ الـقـسـطنـطينهْ!!
وكأني إنجيلٌ فيهِ.. آيـاتُ الحبِّ المكنونهْ!
حمقاءٌ.. تعشـقني غصْبا
حمقاءٌ.. تغمرنـي حُبا
حمقاءٌ.. تـركـعُ للكلماتِ وتجعلُ من شـِعري ربّـا!!
أوَلـيـست حقاً مفتونه!؟
عـاقـلـة ًسـتـظـلُّ حـروفـي..
وستبقى "ريمٌ" مجنونه.
                                                                




رُدي الدمعة َ يا ســـوزان
ما عِشتُ لأنظُرَ في عينيكِ الغُربة َ والأحزان
لا تبكي..
إني ما عُدتُ الآن لأقضيَّ شهراً أو شهران
ما عُدتُ لأُنفِقَ أيامي دونَ الحسبـــان
ما عادت أيُ امرأةٍ فوقَ جدارِ القلب..
تأخُذنـــي منـكِ بلا استئـــذان
أو عادَ لدي الحاجةُ بعدَ اليومِ لأيةِ قصه..
الكفــــــر لها عنــــــوان
وفصولُ مشاهِدها تُكتبُ بالقسوةِ والنُكران
         * * * *
أعترِفُ إليكِ أخيــراً..
أني أخطأتُ كثيـــراً..
حينَ ظننتُ بأنَ القادِمَ بعدَ ثلاثةِ أعوامٍ :
هو قــدرٌ.. أرسلـهُ الرحمــن!
أعتذرُ بكُلِ لغاتِ العالم..
بكُلِ حروفِ الجر..
وكُلِ بحورِ الشِعر..
مع الأشكالِ.. مع الألـــوان
أعتذرُ لأني سَلمتُ الجنة َ للشيطان
أعتذرُ إليكِ..
لعينيـكِ..
لهذي الشفتــــــان
غاليتي..
رُدي الدمعَ الغالي إلى الأجفان
         * * * *
سيدتي..
صَدقَت عبراتُكِ والكلمات
صدقَت..
وتهــَاوت كُــلُ الفتيــــات
وعرفتُ الآن :
لا يُمكنُ أن تعشقني أُنثى مثلكِ مهما كان
         * * * *
لا تبكي.. سيدتي سوزان
ما زلتُ أُحِبُكِ..
فوقَ الوصف..
وفوقَ القول..
وفوقَ خيالٍ يتصورهُ إنسان.








أوقعيني في شِباكِ الحُبِ موقوفاً مُداناً بالغرامـي
ها أنا قد ودعتُ كل حسناءٍ تمادت في خصامــي
فأعلني للناسِ أني تائبٌ ..
ما عدتُ كالأمسِ شغوفاً للواتي كُن تاريخ انهزامي
كُن ماذا في حياتي!
ذكرياتٍ.. أمنياتٍ.. معجباتٍ..
غارقاتٍ في كلامـــــــي
كن ماذا غيرَ وهمٍ.. بينَ صمتٍ وانتقامـــــي
فاشطبـي اسمي الذي قد كانَ معروفاً..
لآلاف الجمـيـلاتِ..
واقطعي وصلي.. بسلوى وسناءٍ ورهامـي
واحذري طيشي.. فإني بارعٌ جداً بتصويبِ السهامـي
واغلقي أبوابَ أحلامي..
كوني حارساً لي من مليحاتِ اللثامـي
عامليني مثل طفلٍ يجهل الدنيا..
يخافُ النومَ في حضنِ الظلامـي
اشتري لي لعبةً من متجرِ الحب..
وضميني قليلاً.. ربما قد تفهمين اليومَ ما سر اهتمامي
إرسمي لي وردةً صفراءَ في خدي..
لكي تدري نساء الكون أني.. غارقٌ فيكِ لعامٍ بعدَ عامـي
واستعيدني محباً شاعراً..
عَلمَ الحبَ ابتداءً من جنونِ النظرةِ الأولى..
وصولاً للسلامـي
حللَ الحب الذي ما فيه غدرٌ أو خداعٌ..
أو شرودٍ عن صلاةٍ أو صيامـي
حاولي للمرةِ الألفِ انتشالَ الأمسِ من فكري..
إرفضي تلك الرؤى السوداء أن تأتي في منامي
وازرعي دربي زهوراً .. ولكِ كل احترامي



(1)
لمـاذا سكبــتِ المـــــداد؟
وأصبحتِ ضد الكتابــة..
ضد الأنوثة.. ضد البراءة..
ضد البساطةِ ضد الــــوداد!
لماذا خلعتِ القصيدةَ عنكِ؟
وأصبحتِ عارية ً وسطَ واد
أنا من جعلتكِ بالشعرِ.. سِت البلاد
وغنيت باسمكِ.. حتى طبعتكِ فوقَ وجوه العِباد
وهندستُ رمشكِ حجماً وشكلاً..
وعلمتهُ الرمي والاصطياد
وبعثرتُ شَعرَكِ شرقاً وغرباً..
فشاعَ كليلٍ.. يضمُ السواد
لماذا تسللتِ من غرفةِ الشعر..
حيثُ العطورِ.. وحيثُ الشموع..
وحيثُ الحَنانِ ودفىءُ الفؤاد!؟
لماذا هجرتِ الفراشَ الحرير؟
لكي تصبحي قطعة ً من جماد!
لماذا انتحرتِ..
بسيفِ العنـــا؟؟
(2)
خسرتِ الرهانَ على كلِ شيء..
ولم يبقى في ساحةِ الشوقِ أي جواد
ولم تبقى قربَ سريركِ..
باقة وردٍ..
ولم تبقى ليلى ولا شهرزاد
ولم يبقى من عرشِ بلقيس..
سوى درجــاتِ الرمـــاد
(3)
لماذا تركتِ مكانكِ بينَ الحروفِ..
وبينَ السكــــــون؟
وبينَ جمالِ الهوى.. وبينَ جمالِ الجنون!
وبينَ تفاصيلَ رمشٍ.. وحلمَ العيون!
لماذا احترفتِ التسكعَ بين المجالس؟
خلفَ الجديدِ..
وخلفَ المثيرِ..
وخلفَ المسيرِ المعاكِس؟
فصرتِ مجردَ ثوبٍ..
يعلقُ بينَ ألوفِ الملابس
(4)
لماذا تفرينَ من قبضةِ الاعتراف؟
لماذا تنكرتِ للخبزِ والملح؟
والحبِ.. والشوق؟
والصفـــو والاختلاف!؟
ألا تذكرينَ بأني..
كتبتكِ فوقَ الوسائدِ حرفاً.. فحرفــــا!
أني ابتدعتُ ترانيمَ صوتكِ كماً وكيفــا!
ولملمتُ من تحتِ جفنيكِ دمعاً..
وحولتُ بردَ العيونِ لِصَيفــــا
(5)
لماذا كفرتِ بسنواتِ حُبي الطِوال؟
ألا تعرفينَ بأني اخترعتُ لوجهكِ كُلَ الخِصال؟
وأني اقترحتُ مكانَ الأصابِعِ في راحتيكِ الشمال؟
وأني طرحتُ بأن يطلعَ الصبحُ من صدركِ.. والهلال؟
وأني اشتغلتُ نهاراً وليلاً..
لأرسمَ بالخمرِ فَماً بهذا الجمال!؟
فكيفَ كسرتِ المرايـــا؟
وحطمتِ ما صنعتهُ يدايــا!
(6)
لماذا تغارينَ أني عرفتُ جمالاً جنوني؟
لماذا تخافينَ كشفَ لثامكِ لحظة..!
لماذا تهابينَ رأيّ عيونــي؟
ألا تذكرينَ بأني خلطتكِ يوماً..
بدمي ولحمي.. ودمعِ ظنوني؟
(7)
جمالكِ ليسَ جميلاً بدونِ زهوري
وسحركِ ليسَ قوياً بغيرِ حضوري
وكُلُ حديثكِ..
من بعضِ ما افتراهُ شعوري
فمن ذا يُحِبُكِ بعدي؟
إذا لم أُعطركِ يوماً.. بعِطرِ غروري!؟


(1)
أأنا الأعمى! أم أنتي العمياء؟
ستةُ أعوامٍ وأنا أمسحُ عرقي كالمعتوه..
وأزرعُ ورداً في صحراء!!
يا سيدتي ..
أرجو فهم شعوري ..
فلقد أتعبني تعبي منـكِ..
وضجري من هذي الأجــواء
ملت أُذني من صوت الجوال..
يأست عيني من صورِ التمثال..
ومن وعــــدٍ ما جــــــاء
ومن أمطار حنيني تُمطرني في كلِ مساء
(2)
يا سيدتي إني رجلٌ لا يستوعبُ هذا الوجه الخائف!
وهذا الخجل الزائف!
وهذا الحب النازف!
وهذا الطعن العبثيُ على الإحساس
يا سيدتي ..
لستُ أُريدُ العودةَ عندَ نهايةِ هذا الدرب..
لضربِ الـــــراس
(3)
سقطت كلُ قلاعِ العشق..
فلا عُشاق..
ولا أعناق..
ولا أحداق
رحِمَ اللهُ زمانَ اللوعةِ.. والأشواق
ما عادَ هنالك ما يُسكرني.. أو يُغريني..
أو يضحكني.. أو يُبكيني..
أو يُدخلني في حالِ الهذيـان
سقطت عنكِ عباياتُ الكِتمان
لا نارَ بعينيكِ ألوذ ُ بها..
ضاعت مني كلُ مفاتيح الأجفان
(4)
هذا حبٌ لا أعرفهُ ، لا يعرفني..
لا أُشبههُ ، لا يشبهني..
حبٌ يحكُمــهُ التخديـــــــر
فلا أحضانَ ، ولا أشجانَ ، ولا إحسانَ..
ولا تبريـــــر!
حبٌ صارت فيه النظرةُ وجعاً..
وفمُ المحبوبةِ ورقاً من قصديـــر
هذا حبٌ يسبحُ ضد الحُلم..
وضد العهـــد..
وضـد الزهرةِ والتعبيــر
حبٌ وضعت فيه عيونُ حبيـبـي..
على سفنِ التصديـــر
(5)
هل معقولٌ أني في سنواتِ الحب الأعمى..
كنتُ أُقشرُ موزاً ..!
كنتُ أُكسرُ جوزاً ..!
كنتُ أُدللُ أوراقاً بيضاء؟
أوراقاً فارغةً جوفاء!!
معقولٌ أني في أيامِ ولوعي..
كنتُ أُحطمُ عظمَ ضلوعي..
لأشري سمكاً تحتَ المــاء!!؟
(6)
هل معقول!
أني كنتُ أُدندنُ طولَ الليلِ على كفيكِ..
وأجلسُ فوقَ سريركِ كالمخبول؟
هل معقول!
أني كُنتُ أُحبكِ حتى الذبحِ .. وحتى المحو..
وحتى سكراتِ المقتول؟
هل معقولٌ أني في أعوامِ غرامي ..
كنتُ أموتُ بنظرةِ وجدٍ ..
أو تُدخلني ضحكـه ..
للمجهــــــول؟
(7)
لا تنزعجي .. يا ورقَ الريحــان
فأنا رجلٌ لا يتذكرُ وجها ً..
لا يتذكرُ شفة ً ..
لا يتذكرُ لونَ الشَعرِ .. ولا لونَ القدمـان
لا يتذكرُ أيّ لقاءٍ كان ..
أيّ مكان ٍ كان
لا يتذكرُ صوتا ً .. حرفا ً .. شِعرا ً ..
وعدا ً وقتا ً عطرا ً ..
لا يتذكرُ من عينيكِ سوى الحِرمــان
(8)
أأنا الورقُ هنا..! أم أنتي الأوراق؟
لستُ أُصدقُ بعدَ اليوم بأني كنتُ أسيرَ العِشق..
وكنتُ الأشهرَ ما بينَ العشاق.




لـم أعُد أهتم ..
بكُلِ القراءاتْ وحُب البَناتْ
أو أن أكونَ الدُخان الصاعِد ..من مدخَنةِ الحُبْ ..
في ظل أزمةِ النساءِ الفاتِناتْ
لـم أعُد مهتم بالعَيش ..في القِيل والقال ..
وثرثرةِ حَواء .. بكُلِ الجِهاتْ

إشتقتكِ ..
يا سنبلةً خضراءَ في ظِل الربيعْ ..
تنتظرُ الصيفَ يُحيلها ذهَباً ..
يا عوسجاً .. يا زئبقاً يا ياسمينْ
يا موطن الأحلام في زمنِ  احتراق الحنينْ
وقمرُ الصحاري الذي.. يَقصِدهُ الضائعينْ
لـم أعُد أهتم ..
بأن أكونَ صَدرَ النسَاءْ ... أو خنجراً بينَ  النُهودْ
لـم أعُد أُسميَّ  نفسي "عنتراً".. فما لعَنترةٍ  في زمانِنا وجودْ
ولقد فقدتُ شهية الخُلودْ
فقدتُ خاطرتي .. فقدتُ خارطتي .. فقدتُ كُلَ الحُدودْ
و فقدتُ  حتى اللاحُدودْ .. 
والآنَ  شاعِرٌ  أنا بلا ملامحْ ..
مُبعثرٌ ..
مُشتتٌ ..
مَفقود ...
كجُلمودِ صَخر ٍ جَرهُ السيلْ .. ولن يَعودْ.





غسلنــــا الماضــــي غسلنَــاه ُ
محونـــــــا كُـــــلَ ذِكـــــــراه ُ
وأغلقنــــا دفاتِرنــــا..
وبِعنـا كُلَ حرفٍ عذب.. كُنـــــا قــــد كَتبنـــــــاه ُ
وكُلُ خواطِرِ الشعرِ التي جاءت تُسامِرُني..
لقـَـت من كَـانَ وجهـتهــا : تــوجهَ نحـو مــَــولاه ُ
فلا ليلى.. ولا هنـداً..
زمَــــانُ العِشــــقِ قــــد ولَـــت حَـكـايــَــــــــــاه ُ
نعم قد كُنتُ قيسَ الحُب.. وكــانَ القلبُ مـَــــنفــاه ُ
وكم خِضنا بحارَالشوقِ.. وكم في بحرِنا تاهــــوا

فمن ذا يُسمعُ الدُنيا اعترافاتـــــي؟
وكُفـــري بكُـــــلِ غزواتــــــــــي
وينظرَ كيفَ سيفُ الحـــربِ يبدو مُذ غَمَدنـَــــاه ُ!

جميلاتُ الجميلاتي..
وباقي كُل حبيباتي..
رمــادٌ كُنَّ في كـفي.. وهـا نحـنُ نـفـخـنـــــــــاه ُ.





أنا الليل ..
هو أنا هذا الذي جاءَ يزرعك في حدود الشمسِ ..
هُنــــــاك ويُبقيـــــــــكْ
أنا اللصُ الذي أسرقُ كُلَ القُلوبِ 
لأُسكنك فيها ..
ثمَ أعودُ أبحثُ فيكَ عليكْ
أفتشُ عن يديكْ
أمدُ يدي ..
أتلمسُ وجنتيكْ
أُرتبُ كُلَ ابتساماتكْ ..
وأرسِمُ من عينيكَ عمراً وحاجِبيكْ
وإن جفَ نبضُ المدامع ِ .. من ناظري ..
تذكرتُ وقتاً ..
قضيناهُ  نظراً إلى مُقلتيكْ

أنا ذاكَ المُسافِر بينَ النساء ..
مَثنى.. ثُلاثاً... رُ باعاً ....
وقافلتي حنيني إليكْ
وذاكَ الـمُقامر بالأمسِ كانَ "أنا" ..
ويُسعدُني أن ظَلَ لليوم ..
يبيعُ من العُمرِ  باقِيهِ .. كي يشتريكْ
فكلُ البحارِ  صَبتْ بِمجراي ..
لكني ما أنكرتُ يوماً..
بأني نهرٌ  صَغير ..
ضاقَ وضاقَ لكي يحتويكْ

أما زلتِ سيدتي ..
لا تعرفينَ بماذا  أُغنيكْ ..!
أم تجهلينَ بأنَ  لي بين القصائد شمعه ..
أوقِدُها..
 كلما افتقدت إلى الدفءِ فيكْ .





تقفزُ كل الأحــــــلام
تنامُ كل الأوجاع ِ والجراح
ويطولُ ليلُ الحـب
إلا إنهـزامُ الروح...
فإنهُ يبقى انكســــــارا
ويظلُ فجوةً تعودُ كُلَ مساء..
وليسَ يطويها النسيـان

فالحـبُ متى ما كانَ موعوداً..
في ثنايا البـُعد..
أو غـَيَـبـتـهُ غربة ٌ أو سـفـــر..
فهذا انهزامٌ آخــــر..
يُطلُ فيهِ ليلُ الاحتيـــاج
ويسـرقُ الحياةَ بانحـدار ٍ مريــر
يعاودنــا مِراراً مـِـــرارا
ليظلَ فجوةً أخرى وانتحــارا
فيهزمُ الروحَ كُلَ مساء..
وانهـزامُ الـــروح ِ سيدتي..
يبقــى انكســـــــــارا.



من يُرجِــعُ الكــفَ التـي لامَـسـتُـهــا؟    وبـراءة َ الحــظِ الـذي في الشُـقـةِ؟
كَتبوكِ في كُـلِ الحظـوظِ على يـــدي     وسلمتِ من حظي الرديءِ الميـتِ
يا جُرأة َ الشيطانَ كيـفَ وثـقـتِ بــي؟    وفتحتِ أبوابَ الجحيم ِ لرغبتـــي
أولـم تخافـي مـن شراســـةِ عاشــق ٍ!    أولـم تَهَابــي مـا يــــدورُ بنيتـــي!
قاومتِ كالطفلِ الصغيرِ تــــــــرددي     وتركتِ كفـكِ لـي بطيـبِ القِطــــةِ
وتهاوت الخرزاتُ حولَ مصيرنـــــا     وتناثرت حولي وساوسُ شهوتــي
هذا الــرداءُ يحيطـكِ ويحيط ُ بــــــي     وقوامُكِ المجنـونُ يجرحُ قوتــــي
حسنائـــي اللذاتُ ثارت في دمــــــي     فلتخرُجـــي كي لا نُصابَ بلعنَـتي