خطابـــــــــــــات آدم







إلى من دعتني الحديث.. سأكتب هذه السطور


طوالَ حياتي ما استطعتُ أن أقدم شهادةً عن نفسي...
بل أنا لا أعرفُ أصلاً ما معنى أن أُقدم شهادةً عن نفسي..

ويُهونونَ الأمرَ عليّ .. ويقولون:
"إذاً حدثنا عن تجربتك مع الحب"

وأقفُ مذهولاً حائراً...!
"وهل حكايتي مع الحب.. تجربة!؟"

أصعب هذه السنوات المطرزة بالحروف ، والمنسوجةُ بالأفكار..
والفياضة بالأحاسيس... والمتناثرة بالكلمات..
أشَق هذه السنوات التي هي عمري... "تجربـــــة!؟"

وهذه الدرب الصعبة الوعِرة التي قطعتُها..
بسمةٌ تغرقُ في دمعة ، وضحكةٌ تخنقها غصَّة...
وثانيةٌ تتعارض مع ثانية ، وخظوةٌ تُسابق خطوة..
بينَ الزهورِ والأشواك .. وتحتَ الشمس وفي العتمة...
ورغم الصواعق والعواصف والضباب..
أهذه الدربُ بطولها وعرضها... "تجربــــة!؟"

(حكايتي مع الحُب.. لم تكن في يومٍ من الأيام "تجربة")
"إنهـــا قصـــة حياتــــي"

وقصة حياتي طويلة.. عريضة.. مليئة...
ومن الصعبِ جداً.. بل من المستحيل أن أحشرها...
في شهادةٍ محدودة..
قصة حياتي.. هي الشهادة على عمرٍ بأكمله..
فكيفَ أسجنها في مقالة!!!

ويعودونَ بالسؤال:
"أخبرنا إذن لماذا تُحب؟"
وتتراقص الأجوبة أمامي ولا أعرف أيها أختار !!؟
فأنا لا أعرف أيها الصحيح!!
"لماذا أحب؟؟؟"

ربما لأن القدر شاءَ لي أن أُولدَ في بيئةٍ مفروشةٍ بالعطفِ والحنان..
ممزوجةٌ فضاءاتها بالشعر والأفكار!
وربما لأنني عندما فَتَحت عيني للنور...
تمنيتُ أن تستمر صرختي حتى هذه اللحظة!
لكنني نشأتُ في كنفِ والدٍ عظيم مُعلمٍ للأدب.. يؤمن بالحوار والمناقشة والحجة والاقناع..
ويعتبرُ الصراخ ضعفاً وقلة تهذيب.

ولَما كنتُ ابنَ هذا المعلم.. ومتشربٌ آراءه...
وكنتُ في الوقتِ ذاته في حاجةٍ ماسةٍ إلى الصراخ..

فقد صرخت....
إنما...
بعواطفي.. وأحاسيسي..
وكانَ قلبي الأبيض..
ولا زال..
"خير مكان يحتضن صراخي"

وربما أنا أحب.. لأنني أخاف الموت...
هذا الشبحُ الماثل هناك في نهاية الطريق..
والذي يتوعدني..
وأنا أتحداهُ بعواطفي.. وأحاربهُ بأشواقي..
وأجدُ نفسي سعيداً.. 
وأنا أتوهم.. أني بهذه الأسطر المُضاءة بالأحاسيس..
سأطيلُ حياتي.. قليلاً!

وهناكَ الكثيرُ من "الربما"
إنما المهم والمؤكد هنا...
"أنني أحب"
وأن الحب هو هذا الأنا الآخر..
الأنا الذي لا أستطيع الإنفصالَ عنه..
هو صديقي القوي..
الذي يؤنسني لحظات الوحدة.. ويشد أزري فترات الشِدة..
ويكونُ خلاصي.. في مراحل الرمال المتحركة

"الحب"
"توأمي النابض"
فإذا ما تخليتُ عنهُ يوماً...
"إنتهيـــت"
2012/5/14





(اشتري عِطراً لمن تُحب.... ولا تنسى زوجتك!)
هذه النصيحة قرأتها على اعتبار أن الحب شيء.. والزواج شيءٌ آخر!!


ربما يكون ذلك صحيحاً..!!
لكنني شخصياً صرتُ أكثر ثقة بالحب الذي يولدُ مع الزواج ، وفي يوم ٍواحدٍ إن أمكن..
وإنني بتُ أبحثُ عنه اليوم ، وأقدمُ استقالتي من كل ِالعيون التي قرأت الحب بالمقلوب!


رائعاً أصبحَ الحبُ حينما استطعنا -فقط- أن يكونَ من غير إرادة...
وأروعُ منه أن نمتلك إرادة الحب..
لأننا بذلك نَعبرُ الشطَ بأجنحةٍ تُحب وقلوبٍ من الوجدِ تطير.


الحبُ شيءٌ جميلٌ وآمن.. متى وجدنا من يستحقُ ذلك..
وإننا كـــبشرٍ من لحمٍ ودم "نحتاجُ للدفء" ، فنلجأ للحبِ أولاً ، وحينما يخذلنا نلجأ للزواج ، وحينما يخذلنا الاثنين معاً نلجأ للصداقات الحميمة ، فإذا لم نجدها يجرفنا "الجنس البليد"

فما أسوأ الحياة من دون "شريك" بـــــ"خفة العصافير"


إني لم أجرب أن أكون إمرأةً من قبل حتى أعرف ماذا تريد أو ما الذي تراهُ عيناها
في قاموس آدم بالضبط!
لكنني كرجل -في التعداد العام للسكان- أستطيع أن أرسم بالكلمات – بالكلمات فقط -
شكلَ.. وقلبَ.. وشعرَ.. وطولَ.. المرأة التي تدخلني بلا استئذان!!
وتكون الحب ، وتكون الزوجة ، وتكون الأنــــــــا الآخـر.


قديماً...

قال أبو الفلاسفة "سقراط" لأحد تلامذته: (تزوج يا ولدي فإنك إن رزقت بامرأة صالحة أصبحتَ أسعد مخلوقٍ على وجه الأرض ، وإن كانت سيئة.. صرتَ فيلسوفاً)


نعم..

فأروع النساء هي تلك التي تستطيع أن تكونَ جراحاً ماهراً ،
تنتزع الرصاصة من قلبك بهدوء وتجلس مكانها..

وأروع زوجة هي تلك التي تُحَول حزنكَ وضعفكَ وتفاهتك
إلى طاقةٍ من الحب والتفاؤل والابتسام...

وأروع الرجال –بالتالي- هم الذينَ يتوفقون بإمرأةٍ كذلك..

ولهذا قيل: (وراءَ كُل رجلٍ عظيم.. إمرأة)




مكتوبة فـــي: Thurs: 9/2/2012  
أذاقتني الأيام حُرقة الخنساء على صخر!!
فبكيت صخر العمر كله... ومضى العمر...
ومازال صخرُ جمرةٍ عَالقةٍ في القلب!!

وأذاقتني الأيامُ وجعَ قيس !!
فردّدتُ مع قيس..
وخيوطُ الصبحِ تعتصر قلبي ألما:
(قل لي بربك هل ضممت إليك ليلى قبيل الصبح و.. ...؟؟)

وأذاقتني الأيام انكسارَ عبلة !!
فزهدت بفرسان القبيلة... وخلفتُ تاريخ أجدادي العظيم خلفي
وحَلقتْ روحي كالطير الجريح...
في فضاءِ الفارسِ المستحيل!!

وأذاقتني الأيامُ وهم الأمير الحمداني !!
خلف جدران أسره...
بانتظار ليلةٍ ظلماءٍ تُضخم غيابه لهم....
وما من ليلة ظلماء في هذا الزمان... يُفتقد فيها البدر!!

وأذاقتني الأيام غرورَ المتنبي !!
فروضت القلم... والخيل... والليل
والبيدااااااااااااااء أنكرتني !!

وأذاقتني الأيام كَرمَ الطائي !!
فاستضفته في أحلامي بكرمه الحاتمي..
وأطعمته قلبي
فلم تعد ناقة لي في هذا الزمان أطعمه إياها... ولا جمل !!

وأذاقتني الأيام يقينَ يعقوبَ عليه السلام بلقاءِ يوسف
فقضيتُ العمر أحدثهم عن يوسف..
وعن إحساسي بعودته ...
وانتظرتُ ريحاً تأتي منه...
وقميص يلقيه البشيرُ على قلبي فيرتد بصيرا !

وأذاقتني الأيام وحدةً كوحدة يونس عليه السلام
في بطن الحوت..
فعشتُ وحيداً في ليالي مظلمة بالحنين إليهم
كظلمة جوف الحوت
لاشيء معي سوى الدعاء:
[اللهم لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين]

وأذاقتني الأيام حسرةَ بن الوليد ...
ومرارة موتِ الفراشِ في زمن الشهادة!!
وغصة ترديد (فلا نامت أعينُ الجبناء(

وأذاقتني الأيام غباءَ سندريلا
فتناسيت فردة حذائي على دَرج حكايته..
وانتظرته ببرد ليالي العمر .. وشيب الهم يخطو نحوي
والأمير ... يخطو بحذائي نحو أخرى!!

وأذاقتني الأيام جرأة امرأة العزيز ..
فوجهت دعوتي لنساء المدينة... وأخرجته عليهن..
وصرخت بهن :
يا نساء المدينة : لا تقربن هذا الرجل من أجلي
لا تقتلنني به... فهو لي !

وأذاقتني الأيام شر حاسدٍ إذا حسد..
و شر كيدِ النفاثات في العقد..
فاحترقت بنارهن
حتى تفحم بكيدهن عمري..
و غدا هذا العمر مدينةً لا يفارقها الألم !!
.
.
.
.
عاقبتني في هواكِ الأيام.. ما علمتُ لي ذنباً
سوى أنى في خلوة النفس
ضممتكِ إليّ !!




فوق كل الحكايات التي روتها لك دموع الصمت في عيني..
كانَ الحنينُ يسهرُ في خاطري وجداً 

من الأشواق القادمة والمسافرة منك إليك..

ولم أكن بعد قد صرت لك...... أو مَضيتُ في دربك..
رغم أن اللقاء قد كان!
فمازال الخوف جنيناً يكبرُ في عيني يوماً بعد يوم...
ومازالت الجراح القديمة تستريح على صدري..

لم تعطنا الأيام حق الرفض أو القبول..
ولم تترك لنا حرية الاختيار..
لم تساعدنا على أن نتعامل مع الحزن أو نستعد للفرح..
وكانت الأيام تمضي بنا دون أن تسألنا من أين وإلى أين!
وكان عذابها شيئاً من لهيب الحرمان واللهفة..

ثم التقينا وسط هذا كله...
فتعانقت قلوبنا دون أن تدري..
ومضت خطواتنا تُقّربُ المسافة بيننا..
حتى لم يعد شيئاً يفصلنا..

وبعيد عنك ...... قريبٌ منك..
أنا هذا الـشوق الجريــح..
في عصر الإنسان....... أيها الإنسان
أنا هذا الدمع الصامت في حياة الغرباء.. أيها الغريب
أنا مـشوار الليل والأنين والآهـــــة..
أنا قصة المــــتعبين والحيــارى.

مكتوبة فــي:   20/4/2012 

حينَ تعطيهم بلا حدود ..
تُخلِص بكل معاني الإخلاص الصافي ..
و تحبهم لكل معاني الحب النادر ..
تسامحهم رغم أخطائهم
و تبهجهم رغم نكرانهم
حتى يخذلونك بأفعالهم
ويدفعونك بمكرهم
ليلوثونك بتصرفاتهم
عندها ..

قف مع نفسك .. فهم لا يستحقونك

حين تبتسم لعفويتهم
فتهديهم ثقتك النادرة بلا حدود
وتمنحهم أسرارك الدفينة بلا حدود
و تدخلهم لأعماق مشاعرك الحساسة بلا حدود ..
و يخذلونك.. بمواقفهم المُذلة بلا حدود ..

قف مع نفسك ... فهم لا يستحقونك

حين تحتل قلبك آلامٌ مبرحة
و تعيشه هموم مثقلة
وتأسره قيود أيامٍ خالية
فيصبح الخوف عنوان حياتك
ويكون الهرب إليهم حاجتك
لتعانقهم بكل قوتك
عناقٌ تستقبله أشواك سامة
تحاصر ما تبقى من أركانك الهادئة ..
لتَخدش ... بصمت !
وتَجرح ... بصمت!
وتقتل ... بصمت!
فتشعر بسكرات روحك في أعماق أعماقك
وترغب بالبكاء بكل جوارحك

قف مع دمعتك ... فهم لا يستحقونك

حينَ
تتساءل عن أسباب تغيرهم
تتساءل عن أولويات قلوبهم
تتساءل عن أبجديات مثالياتهم
تتساءل عن مكانك بتفكيرهم
تتساءل عن تذكرهم لاسمك

قف مع تساؤلاتك ... فهم لا يستحقونك

حين تنتظر أخبارهم
وتحن إلى أصواتهم
و تشتاق لنظراتهم
فتحترق لملاقاتهم
و تجري خلف صورهم
وفي النهاية لا تجد سوى .. أنانيتهم

قف هناك... فهم لا يسحقونك

حيـن تصيبـك سهـام صدهـــم
و تزعزعك صدمة أفعالهم
و تذيبك برودة مشاعرهم
و تزعجك قسوة قلوبهم
و يخذلك إحساسهم
و يقتلك تجاهلهم
و يحتقرك موقفهم
و يصدمك حديثهم
ولا تجد خياراً .. سوى الرحيل!

قف مع نفسك
ولا ترحل

بل واجههم
بكل قسوة الحب
ولوعة الحزن
وألم الفراق
لتنتهي القصة !!!

همسة: قف مع نفسك وتأمل من حولك !!









همسة في أذن عزيزتي شمــــوخ....

خبر بملايينٍ من النقود....
نشرته في الصفحة الأولى من قلبي
كتبتُ حدثاً كنت أنتظره..
وكنت أراه العذاب ...
لكنني كنتُ أكره أن أرى نفسي عاري المشاعر أمامكم.

كل أنثى الآن أراها نزوة ...
أو رعشة من الذكريات التي تحملق في وجهي وأنا أحول نظرتي عنها بعيداً..
أضحكُ ضحكة شرفية ... وأتناسى ...

ربما قَصَدَت تلك.. أو تلك..أن تعبثي بـي...!
لكني سامحتهن من الألف إلى الياء
وأعتقت رقابهن لوجه الشِعر
فلربما كل ما حدث هو جزءٌ من المطر والليل
وقصص كتبتها..
وتركتها تزاحمني وتمزق عرى السهر داخلي

عندما حلمتُ ككل الرجال..
سعيتُ جاهداً في ذات الوقت للاندم ...
فكان ما حدث يصلح أن يضم في صفحات كتاب أنيق
عنوانه الظل الذي ترونه فوق هذه الأسطر..
لكنه للأسف اعترافٌ مني بأنني أحببت سابقاً

فلتسمعينني ...
أيتها المخلوقة التي أقنعتني بالألوان التي أراها في غيوم الاختناق
إليك أيتها الشرقية التي جذبتني بصدرها الشامخ..
وغرورها المتسكع في أزقة المدن..
إلى شهورٍ من الحمى التي أدفأت أحشائي..
إلى الدموع الغائرة في حواسي جميعاً..
إلى دروب الخشوع المزيفة..
وإلى كل من أهديتها حاد الكلمات في لحظة ... ورقيقها في لحظة أخرى
إلى المتنقلة في صحرائي من واحة إلى واحة..
إلى التي لم تستقر يوماً في حياتها معي ... ولم تسقني دفئاً كاملاً
وإليك أنتي يا من جئتي لتُحيلي جفافي إلى مزارع خضراء ...
ثم تعاودي سفرك..
لأعود أنا قحطاً كما كنت :

لم أعد أحبك أيتها الأنثى 
ولم أعد أشتاق هواكِ
ولم أعد أحلم برحيقكِ ... ولا أنجذب لعيناكِ
ولم أعد أحتاج إليكِ لأنكِ لم تسمعيني
ولم أعد أتعذب لفراقكِ لأنك لم تروي عطشي
ولم أعد أدفن رأسي في صدركِ لأني لم أعد أراكِ تحيلي همي إلى سعادة أو تخففي من هزائم أخطائي
مفضلة الانسحاب المبكر بأساليبٍ شتى

أنتي لستِ كما كتبتكِ ..؟
كنت تغتنمين اللحظات لتبثين حبكِ !
لستِ أنتِ من قدمت لي نشوة الحب في أبياتٍ من شفتيك
لستِ أنتِ من علق على نافذة قلبي نظرات عينيك المدهشة
لستِ قصيدتي ... وأنا لم أعد أحب
لذلك ...
إن سمعتِ أنني ابتسمت... فلا تغضبي
وإن انفجرت شعراً ... فلا تهتمي
وإن أعجبتُ بلحنٍ سكنَ قلبي ... فلا تغاري
لأنني...
ما زلت أعشقكِ كثيراً..
ويستحيل العشق عندي
أن يعيش من غير التناقض في الحديث أو الغموض!













إليك أنت حديث القلب هذا :

إليك أنت التي رحلت عميقاً ... فاضطربت اللُجه ..
وبقيت أنا ، أصارع موجاً لا قبـل لـي به ..

أنا من أنزلك إلى أعماقي ، وأنا من يتحمل صخب الموج ... 
فإلى متى أستطيع أن أقاوم ..؟

ستبقين الشاطئ الذي أتوق للوصول إليه ..
وملابسي بيضاء نقية ..
ليس بها بلل .. كيف السبيل إلى ذلك ، وأنت طوق النجاة .. وأنت ، في الوقت نفسه ، البركان الذي تفجر في الأعماق فأنشأ هذا الموج الهادر ... ؟

تقولين : ماء لا استطيع أن أمسكه .. وأنا العطشانة

مـا أقول أنا ... ؟ وأنا الذي يريد أن يصل إلى الشاطئ بثياب بيضاء نقية ، وبلا بلل . .

ويشرب ماءً عذباً (حلالاً) ، يمسكه بيديه ... يتحسسه
ثم يريقه على وجهه ، ويظل يرتشف القطرة .. تلو القطرة
دون أن يلتفت .. أليس هو ماؤه..؟ دون أن يتوجس ..
أليس هو ملكه .. ؟

ثم يستلقي على الندى الذي يصنعه ماؤه ، ويغمض عينيه على نسمات باردة ، يشيعها ذاك الندى ..
وتعطرها أنفاس طاهرة ..
على إيقاع همسات تهدهده ، وتسكب في عينيه خدراً لذيذاً .

يريد أن يصنع ذلك ، دون أن يقتله العطش لماء ليس له .. ودون أن يعذبه ضميره ..

ودون أن يصطرع في داخله العقل والقلب ..
ودون أن تتخطى الرغبة المبدأ .. أو تعلو اللذة القيمة

قلت مراراً أنك أسمى عندي من نزوة عابرة ..
وأنك فوق الحس ومعايير اللذة..
وستبقين كذلك.









يا سيدتي..
قد اختصر القدر زمن حلولي ضيفاً على قلبك..
بعد أن أفنيتُ ساعاته في الجري وراء سرابٍ أضاعَ راحلتي..
ونفذ زادي في صحاري هواكِ بحثاً عن خيامك..
فتاهت أدلتي ، واختفت قافلتي ، وهلكت خيلي ، ودفنتُ أوراقي بين رمالكِ المتحركة.

فكانَ الوداع خياري الوحيد..
ولستُ أطلبه لكنهُ شقَّ طريقه إلى ساحتي المقفرة..
بعد أن رأيتُ نفسي في مكانٍ بلا خريطة..
وزمنٍ لا يخصني ، وأرضٍ لم تقبلني..
فابتلعتُ خطواتي إليكِ.

فما كان سفري إليكِ يوماً..
(رهاناً) غامرتُ بحياتي في تحقيقه للفوز بكأسٍ ذهبي..
أو منحةٍ مالية ، أو منصبٍ رفيع..
ولم يكن من فقرٍ في المشاعر ، وحرمانٍ من الهوى..
وخوفاً من وحدتي ونفوراً من زاويتي المظلمة الساكن بين جدرانها في مساءاتي

كانَ سفري إليكِ..
لا يحملُ موعداً زمنياً فأنتظره..
أو بطاقةً تحملُ هويتي في حقائبي.. ليُعرفَ مكانَ وصولي!
كانَ سفري شاقاً..
بعد انتظارٍ طويل تحتَ جنح الليالي لأعوامٍ لم تنتهِ..
ضَمتْ في ثناياها آلام الصمت المؤبد..
آلامٌ وضعَتْ بصماتها على ذاكرة العمر..
فتَعَمَدتْ بسائلٍ أحمر اللون ينسابُ من شقوقِ جراحاتي..
ليُصبحَ الحنينُ وتراً للشجن..
وألحانٌ من ندم..
ومرثياتٍ منحوتةٌ في الأعماق...

فما اكتملت أغنية الشوق حينَ سقطت من سطورها..
"مواعيدٌ لم تصل أزمانها"
ولقاءاتٌ لم يُعرف ترابها..
فانتهتْ قصتي في أولِ سطرٍ من صفحاتها..
وتفحَمتْ كلماتها قبل أن تنجو من سعير غضبك..
فحُوصِرتْ من كل اتجاه ، ولم يكن بدٌ من موتها.

يا سيدتي ...
أيُضحكُ ما نحنُ فيه..! أم يُبكي؟
هل هو حلمٌ إنسانيٌ واقعي..! أم هي حقيقةٌ كَشفَتْ إنهزامي!!
هل كانت أسطورةٌ وكنتُ أنا بطلها!
أم أنها روايةٌ مؤلمة كنتُ فيها ضحيةً لأوهامي!
أهزليةٌ هي الحكاية.! أم جديــة؟؟

ما كنتُ يوماً أبوحُ بألمي حينَ أنفطرت جروحي مراتٍ ومرات..
لكني اليوم أحبو إلى قبري وفي يدي كيس آلامي أنثرهُ لمن يُشيعني...
ويا ويحَ قلبي من الحزن الزاحفِ إليه كفيضٍ لا يرحم.

استودعتكِ عمراً يحملُ كل أحلامي وآمالي..
تكبدتُ عناءَ الليالي الطويلة في رعايتهم..
أسقيهم من دموعي وأطعمهم من ألمي..

فوداعاً لقلبٍ.. تكاثرت انكساراته وتوالت حسراته..
وكان القدرُ قد استكثرَ عليه أن يحيا بوجودكِ داخله.











تأخرت .. 
كنت سأعتذر إليك بباقة ورد تشبه أنفاس العذارى.. 
لكني أكره ذبولها البطيء .. 
أصبحت بعدك أحب الأشياء التي تلد لتوها .. 
كالشمس المحررة من رحم المساء مضمخة بدمها الأحمر .. كالبذور تتثاءب وترفع ذراعها الغض لسماء تسترها .. كالكتب التي لم تزل تَرضع نظرات البائسين .. 
تعرفين عشقي لها .. 
إنها ثروة الآخرين .. 
يلذ لي سرقتها ..
وأجمل مسروقاتي هي العبارات التي كتبها غيري لتكتبني
أحضرت إليك واحداً لتشاركيني متعة السرقة
لا .. لا تسألي عن نصوصي .. 
فأنا أكره أن ارتكب خطيئة كتابتك .. 
أكره أن أخون ذاكرة تريد أن تمتلئ بكِ .


"أولاً كالبحــــــــر"

يا سيدتـي.. أنا كالبحـر

مائيٌ في لونِ مَسامِ حُبي .. شفافٌ في توهجي

أعرفُ احتمالات الـمطر ، وأتقي بمظلات ٍ.. أمامَ لوافحِ الشمس

أنا كالبحـر..

لا أتوارى كـزورق .. بل .. أتمددُ كموجـة..!

أنكمشُ كما ريحٍ عَاصفة

وأنتي يا سيدتي كنتي .. إمرأة غامضـة

دعتني ..

إلى ابتلاعِ ملايين من عباراتِ التعبِ الساخن والـمُحاسبة

من أجلِ "فراقٍ هادئ" .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ثانياً كالشتــــــاء"

يا ذاكَ الـمسافر في دمي .. مع مقدمِ الشتـاء

سحبتَ شالك الأسود الذي أدفأتني به فيما مضى

وقد كانَ ملفوفاً على أضلُعي ، وهي ترتجفُ غريبةً وحيده

"إفتقدتك"

فما كانَ الشتاءُ إلا فصلاً باقياً

يرجفُ أبداً في أضلعي .. منـذُ رحلـت!

حتى وأنا أعيشُ لوافحَ صيفٍ حَارق ..!!

وأعرف ..

لـم يعد يُجدي مَقدمَـك!

فقد شَربتُ برداً ... وشالكَ لن يكونَ إلا شتاءً آخـر

فدعني للصيـف

وإن كان حرقة لـمشاعري .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ثالثاً لهــــــا وحدهــــــا"

تقولُ لي .. يا رفيقَ العُمر
"شكراً"
آه ...

سَكاكينٌ من شكراً .. وجعٌ يوجعُ من شكراً

هل تشكرينني على قلبي الـمُهاجِـر إليك!!

أم لأني مازلت ... أسألُ عن حَياتي الضائِعةِ مَعك!!

عن نبضاتي التي أودعتُهَا .. أمانةً بين يديك!!!

عن حُبٍ يتوقد! في حياةٍ باردة!

عن عيوني الـمُسَمَرة في غِيابكِ!

عن أمطار عيوني التي .. سَقتك نظرةً شَاردة!!

"عن حبــي .. وصمتكـ!"

لا....

يا حبيبة الأمس

لكِ أنتي وحدكِ "شكراً"

" لأنكِ  كُنتي عَذابِـي"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"رابعاً إشـــارةٌ حمـــراء"

توقف أيها الألم أرجوك

فرغـمَ كُل شيء

إذا جمعني يوماً .. وكنتُ معها .. "أريدُ أن أكونَ جميلاً"

أريدُ أن أكونَ مشاعرً مُتوهجة

أريدُ أن أعبُرَ شوارعَ الحياةِ كي أصلَ إلى تلكَ الأرصفة

الـمُمتـَدةِ نحو الـحُــب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"أربعة حــــروف"
م
مدَ يدهُ الـمَكسوره وكَانَ القلمْ .. يبحَثُ عن صفحةٍ لمْ تَنـمْ

ح

حتى ظنتِ الأوراقُ الخَاليةُ
إلا من بعضِ الدموعْ .. بأنهُ أعلنَ الرُجوعْ

م

ما كانتِ الأوراقُ يوماً
تعرفُ سِرَ الجُمَلْ .. ونبضُ حرفٍ كُلُ ما فيه إنقتلْ

د

دمـعُ الألـمْ.. عَلمهُ حروفـاً .. تنـزفُ في الحُبِ بغيـرِ دَمْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"خيانــــــــة"

قد يخونُ الـمرءُ أحياناً.!

أهذا لأنهُ خائنٌ بالفِطرة.؟

أم أنها صَفارةُ إنذار تُعلنُ أنهُ لم يَجدُ من يُشعرهُ بقيمةِ وفائه.؟

ربما..!

وربما  لا..!!

وربما ليسَ أدري!

وهناكَ الكَثيرُ من الرُبما

إنما الـمُؤكد هُنا أننا بحاجةٍ ماسةٍ لتعريفِ "الخيانـة"

أو فلِنَشطُبها من قواميسِنا البليدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"مشــــاعرٌ لا توصـــف"

كـلُ الـمَشاعـِـر

عَرفتُها .. سَميتُها .. كَتبتُها

إلا شعورٍ واحد لا يُوصَف

"أن تقفَ على قَبرِ إنسانٍ تُحبهُ كَثيراً"

وقد كَانَ يعني لكَ الكَثير

ثُمَ تُحَدِثهُ .. تُحَاوِرهُ

تَصفُ لهُ طعمَ الحياةِ في غِيابه .. ولونَ الأيامِ بعدَ رحِيلـِه

فتَجهشُ بالبُكاءِ كَطفلٍ رَضيع

بكاءٌ مَرير .. من أعمَاقِ أعمَاقِك

حِينَ تَتذكرُ أنهُ مَا عَادَ هُنا بيننَا في هَذي الحَياة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"مشاعــــرٌ جَارحَـــــة"

إنَ الجِراحَ ليست كَالجروح

فالجِراح توحِي لنا بأنها أكبرُ وأعمق!

ربما بسببِ تلكَ الألف التي تنتصفُ ما بينَ الحروف

كَخِنجرٍ بلا غِمد!

وتجدنا عندما نتوجع كثيراً نقولُ "آح"

ربما!

إنما أقوى شعورٍ جَارح

أن يَعيشوا بكَ كأظافرِ يَديك

وتكونَ لهم الواحةُ الـمُريحة .. ويكونوا لكَ كالوطنِ الجميـل

تُطربُكَ أصواتهم

وتَجتاحُ نبراتهم .. قلبكَ وروحكَ

وكلَ مَسامَاتِ جَسدك

ولا يَسعُكَ إلا أن تُصارحَ جَوارحَك

وتخبرَ كُلَ مَن هم حَولك

فتقول:

أُحِبُهم .. أُحِبُهم .. أُحِبُهم

ثُمَ..

تُغادِرهُم كالغريب!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"مشاعــــرٌ قاسيـــة"

مُعظمُ الـمَشاعِرِ قَاسيةٌ بطبيعَتِهـا

سَواءً أشعرتكَ بالفرح .. أم أشعرتكَ بالحزن

لكِن أقسَاهَا

أن تشتاقَ إليهم بجنون

وتحنُ إلى وجودِهم ووجوهِهم وأصواتِهم

بالجنونِ ذاتـه!

وتزورُ أطلالهم في الخفَاء .. وتتمنى أن يَعودَ الزمانُ ليلةً واحدة

كي تَتذوقَ طعمَ الحياةِ في حِضورِهم

لكنكَ تتراجعُ كالـمَلسُوعِ بعقَاربِ الـحَنين

حينَ تَتذكـر

أنَ الزمانَ لا يعودُ أبداً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"مشاعـــــرٌ لا تُنســـــى"

كثيرةٌ هي الـمشاعرُ الـمؤلـِمَـة

لكِنهُ شُعورٌ واحِدٌ لا يُنسى

حينَ تهبهم كُلَ مَساحاتِ الثِقَةِ البَيضاء

وتمنحهم كلَ الأراضي الخَضراء

وتضع عِندَ أبوابهم بَاقات حُبكَ الحَمراء

وتسهر لتقرأ أخبَارهم .. فوقَ جَبينِ القمَر

ثم تَكتشفُ أنهم

وضعوا اسمكَ في قائِمة:

الأغبيـــــاءُ بلا حــُــــدود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"كــــــلامٌ مُبـــــاح"

تخيلتكِ ريفاً وهدوءَ أوقات

وأرضاً معبأةً بالتفاؤل .. يطلعُ مِنها قرنفل

ويروقُ فيها نَرجسُ التواصل

تخيلتكِ نبضاً صادقاً .. لحلمٍ صَادق

ينامُ في الخيال .. ويسهرُ في آفاقِ الشمس

يهديني ضوءاً .. لا ينطفئ مع هُبوبِ الريَاح

تخيلتكِ

قمراً أبيض

ورأيتُ وجهكِ في نوافذِ الصَباح

لذلكَ

وفي لحظةٍ جَارحة

لم أفهَم.!

لـمَاذا شَجرةُ حِكَايتكِ تثمرُ دوماً بالنُكران.؟

وكانَ هَذا بعضُ الكَلامِ الـمُباح

فهنيئاً لكِ كُلَ مَـدٍ وجـزر

فبعدهُ رُبما يعودُ لي هُدوئي بعد أن فَقدتُهُ

حينَ أدركتُ أنكِ:

جَازيتني بمزيدٍ مِن الجِرَاح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"زمـــنٌ آخـــر"

في مَملَكَتكِ

كَانَ النغمُ إيقاعاً جمَيل

كَانَ الـمَاءُ دفاقـاً

كَانَ الصمتُ كلامَاً

وكَانَ الحديثُ .. أسرابَ حَمَام

كُـلَ ذاكَ حينَ أُحبـك

أمَا سَاعةَ أن يتغيرَ هَذا الحُب .. وتَنفكُ أسرارُ هَذا العِشق

فإنـهُ تُصبحُ مَملَكَتكِ خرَابـاً

ويعودُ النجمُ الذي وهبتكِ إياهُ إلى فلكِ سَمَائي

فلِمَا الرِهَانُ ياسَيدتي.!

فقد بِعتِ نفسَكِ سَريعاً في مَزادِ الغبَاء

فاتركي يدي التي مددتُها إليكِ

وأرجعي لي أوقاتاً .. بذرتُكِ فيهَا سيدَتِي وقصيدتِي

نَاضلت

وتعبت

من أجلِ لا شيء

فلم يَكن طلعكِ هو كلُ الثَمر

وقد سَئِمتُ أن أتـَجِهَ .. وكلَ الجِهاتِ .. صَوبَ الغرَق

وكُلَ الأصواتِ .. بـحرٌ وعُمق

فلتهنئي مَرةً أخرى

بكلِ الـمَوانئ والبِحَار

لكنكِ لم تَستطيعي أن تسرِقي مِني سُفني

فبهَا سَأُسافرُ مَعَ كَلِمَاتِي البيضَاء

التي لن يَكونَ لكِ لونٌ فيهَا

وسيأتِي زمَنٌ آخر للمطر غيرَ زمنكِ

زمنٌ للحب

وزمنٌ للتلون ِ والتبَدل

وستَدورينَ بَعيداً لوحدَكِ

أمَـا هَذا الزمنُ الآخـر

لن يَختلطَ بأنفاسِ السَاعاتِ التي عِشتُها معَك

فهو سَيخلقُ مشَاعرَ أُخرى .. لـهَا لونٌ واحد

يَنتصفُ مَا بينَ شطري قَلبي

فتَحولُ بيني وبينكِ

وتُعلنُ الحياةَ مقدمهَا من جَديد

فهي لا تتوقفُ من أجلك

فالثلجُ دَائماً يذوبُ .. وتُقبلُ الفراشات

وتُزهرُ الحقول .. وتَرقصُ الثمار

وتعودي كَما كنتي :

طيفٌ باهتُ الألوان .. وصورةٌ قديمَة .. في بروازٍ قَديم

مُعلقٍ عَلى جِدَارٍ آيلٍ للسُقوط.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"مـــاذا بعــــــد!"

مَاذا تُريدينَ مِني؟

أولم يكفيكِ أنكِ .. جُرحِيَّ النابض!

أولم يكفيكِ أني .. حملتُكِ أعوامَاً في قلبي!

حَاربت

حتى خسرتُ مِن أجلِك!

فمنذُ عَرفتُكِ .. سَكنتُ الـمَحاكِم

وتَرافعتُ بدماءِ القلب .. وأبرزتُ الشُهود

نَاضلت

لأحصُلَ عَلى حُكمِ التحليقِ الـمُؤبدِ مَعك

لكِنَ مَشاعِركِ غَامِضة

كأنكِ تِمثالٌ تـحتضنهُ الريَاح
بل شجرةٌ في أرضٍ جردَاء

سَتظلُ واقفة .. وجذورهَا يابِسة

فويحَكَ

يا هَـذا الـمُسافرِ في دَمـِــي

فقد نِلتَ كُلَ الأمانِي

سَلمتُكَ كُلَ مُدنِي .. ولم يَتبقى هُنالِكَ سِواك

وقَدرتَ أن تنـزفَني

قَطرةً .. قَطرةً .. قَطره

فَمـَــاذا بعــــد.؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وحــــدك"

أهواك .. أعشقك .. أعبدك

ومالي حيلةٌ غيرَ أن أُحبك

فوقَ كل أشواقي .. وأحراقي .. وجنوني

أنتَ وحدك

لا يُهمُ من كانَ قبلك

لا
ولا يهمُ الموتُ بعدك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" لــك "

أتيـتُ إليـك

لأني لا أرى إلا طَيفك

وما زلتُ لا أسمعُ إلا صَوتك

ولــَــم يَنبــض قلبـــي إلا باسمـــك

وقد اكتشفتُ أنك تحيينَ فيا .. وأنني أحيَا فيك

وبأنهُ لا يُمكنني أن أُعطي أحداً

عُمري .. وروحِي .. وانشغَالاتِ فِكري .. وكُلَ جَوارحِي

فإنَهُمَــا لــَــك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"لحظـــةٌ صَعبــــة"

ما أصعبَ تِلكَ اللحظة التي تسمعُ بهَا عن مَرضِ إنسانٍ

تُحِبُهُ .. تَعشَقُهُ .. بل تَعبُدُ طيفَهُ السَاكن بينَ أجفَانِك

فيحتَاجُك

ولا تستَطيعَ أن تكونَ بِقُربهِ

وليسَ إلا أن تَقِفَ بيدٍ مَكتُوفةٍ دونَ حِيلة ، ومَا في لِسَانكَ كلمةٌ سِوى :

"الله يشفيه"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"أســوءُ لحظـــة"

يا لسوئِهَا مِن لحَظةٍ عِندمَا تَكونُ بفرحٍ وسَعادة

تَتبادلُ الابتسامَاتِ والكَلمَات

ثُمَ يأتيكَ خَبرُ وفَاةِ شَخصٍ قريبٍ من قلبك

فَلا تَجُدُ إلا دمعةً حَارِقَة

وكلِمَة:

"يَرحمهُ الله"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"مـــعَ الأســـــف"

**1**

كم هو جميلٌ عندما يكونُ الرجلُ والـمرأة قصيدةَ شعرٍ يقرأ كلٌ مِنهما الآخر.
وكم هو قبيحٌ عِندما تركضُ الـمَرأةُ وراءَ الرجل..
حتى إذا ما ظفرت به.. تمتعت بالنظرِ إليه وهو يركض خلفها.
وكم هو جميلٌ عندما يموتُ الرجلُ مرتين.. ويُـبعَثُ مرتين.. ويلدغُ من جُحرٍ مرتين..
ويعشقُ مَرةً واحدة.
وكم هو قبيحٌ عِندمَا تكونُ الـمَرأةُ كالقرد..
الذي لا يتركُ غصناً إلا وقد تمسكَ بالغصنِ الآخر.!

**2**

أُحبُ الركضَ خلفكِ وأتمنى أن لا أصل..
وأكرهُ ركوضكِ خَلفَ من لا يتمنى أن تَصِلي إليه.

**3**

في أولِ لقاءٍ جَمعني بها كُنا مُتساويين إلى درجةِ الـمُساواة
فأنا أولُ من تَعَرفَت عَليه... وهي عاشرُ من عرفت.
**4**
يَنسى الرجلُ حَاضرهُ حينما يتذكر حَبيبتهُ الأُولى..
وتنسى الـمَرأةُ ماضيها كُلما التقت حَبيباً جَديداً.

**5**

الأمسُ القريب كانَ ذا عَذابٍ عذب
لكن..
ليتهُ أغلقَ البَابَ خلفهُ قَبلَ أن يرحَل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"مُحاكمــــــة"

يا سيدتي

ضبطوكِ مُنسلةً إلى دورتي الدموية تجتاحِي هُدوءَ أوقاتِي

رأوكِ رسـماً جَميلاً عَلى أوراقِي يَمتدُ كالشلال!

كالنهر .. كالزوارق الصغيرة .. كالأسماك تتقافزُ بِحُب

"مَخزُونَةٌ أنتي في ثَنايا قَلبي كالـمَحَار"وجدوكِ

مُختَالةً عَلى أوتارِ مَشاعِري تُناغِمي أيامي .. وتَمسحي عنها الغُبـار

وسَألونِي عنكِ!؟

أجبتهم:

أنكِ الـمَطرُ الأبيض .. في دروب الغيـم

وأنكِ الوعد البهي ..

وأنكِ انتصار الهزيمة ..

وانتهـــاءُ الإنتظـــار

وأنكِ قصةٌ من نَسيجِ خَيالِي .. تَنتهي إذا دَخَلَت أروقَةَ الـمحكَمة

لِهذا

"كنتُ أنا الـمُتهم .. وكنتي أنتي خطيئتي مع الأوزار"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"من يستحق الحب؟"

هُناكَ الكثيرُ ممن يُحِبونْ ..

                      وهُناكَ من يدعي الحُبْ ...

                                            وهناكَ من لا يُحبُ أساساً ....

فهناكَ من يُحِبُكَ بِجنون .. فيسعى جاهداً لإصابَتكَ بهذا الجُنون

ولا يقبل منكَ إلا أن تُبادلهُ الحُبَ بالحُب

وإذا رفضت ..

إنقلبَ السِحرُ على الساحِر وتبدلتْ مَشاعِرهُ تِجاهَكَ مئةً وثمانينَ درجة.

وهُناكَ من تُحِبهُ أنتَ بِجُنون.. وعِندمَا يُدركُ عُمقَ المحَبة

يتفننُ في إيذائكَ وكأنكَ عدوهُ اللدود

فيُبدلُ حَياتَكَ إلى جحيمٍ دائِم

وتتمنى إما أن ترحَل أو تُصيبكَ مُصيبةٌ تأخُذُكَ من هذا العَالـمَ وتُريحُكْ .
.

وهُناكَ من يُحِبُكَ بصدقٍ .. فيكونُ حُبهُ أقربَ  إلى الصَمت

فهو يُريدُكَ صُورةً جميلةً لا تُفارقُ خَيالَه.

وهُناكَ من تُحبهُ بصدقٍ .. فيستَغِلُ حُبكَ ليسلِبُكَ استقلاليتَكَ

فهو يُريدُكَ ملكاً خاصاً له دونَ أيَّ حِسابٍ لـمَشَاعِركَ الخاصة

فأنتَ بالنِسبةِ إليهِ .. حُجة استحواذٍ لَيسَ إلا !
.

وهُنــاكَ...

             من يُغادِرُون...

فبعضُهم يَترُكُ ورائَهُ فراغاً باتسَاعِ السَماءْ .. 

وتُدرِكُ كمْ كُنتَ محظوظاً لمعرِفتِكَ بهْ.

وهُناك من يَجعَلُكَ تندمُ على معرفتِه بِكَ

فلا تُصدق متى يرحلُ لترمي وراءهُ ألفَ حجر ٍ.. 
وبعدَهُ تُدرِكُ كم كُنتَ تَعيساً بأمثالهِ.
.
وهُناكَ من يَعبثُ من خِلالِ بوابةَ أحلامِكَ فساداً ويُشوهَ أجملَ الأشياءِ لديكْ
ويترُككَ نادِماً على أنكَ منحتَهُ تأشيرةَ دُخولٍ لحياتِكَ
وحَجزتَ لهُ مَقعداً كانَ من الأفضلِ أن يكونَ لغيرهْ.

"لذلكَ يجب أن نعرفَ هو مَن ذَا الذي يستَحِقُ اليومَ حَبك؟"

دونَ الإلتفاتِ إلى العَابثينَ في أزقَةِ هذي الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الحقيقـة"

إنَ كبحَ الألم هوَ موتٌ للحُبْ ، والجُنون هوَ أن تتحملَ آلامَكَ ..

وإنكَ لا تشعُرُ بالجُنونِ مثلما تَشعرُ بهِ 

عندمَا يتنكرُ الأقربون لكل ما شَهدوه مِنك

فهم يُسببونَ لكَ أكبرَ جَرحٍ يُمكنُ أن يُصيبَك

وإنهُ لَجنونٌ آخر : قولِهم بأنكَ لستَ أنت!

لِهَذا فهم يتفننونَ في إيذائك .. وكأنكَ عَدوهم اللَدود!

ولا عَجبَ أن يقترضوا الحِجَارةَ من هُنا وهُنَاكَ لِرميهَا عَليك

ومَا أقسى أن تتلَقى حَجراً مِن حَبيبٍ لك

لِذلكَ..

وقبلَ أن يَسرقَ مِنكَ هَذا الـموتُ السنون

لابدَ من التحررِ من كُلِ مَضَاربِ الجنون

والتحَررِ الوحيد .. هو "الرجوع للحَقيقة"

فحينَ إذن  فَقط..

هُنالِكَ مِن مَسافَاتٍ بَعيدة .. ربمَا آلاف الكيلومِترَات

التي لا تُحسب بالليالي الطوال .. والسفَر الـمستمر

حَيثُ تقبعُ في وكرِكَ .. أيهَا الشَاهينُ الـحَزين

لن تَصرُخَ بدونِ صَوت .. أو تَعيشَ حَياةً في الواقعِ هِي مَوت

بَل سَتعرِف :

أي العَوالِمِ تَنـتَمِي إليهَا أنت؟!

عَالمُ الغَرامِ والأحَلام؟؟

أم عالمُ الظَلام؟؟ الذي لا يحكمهُ نظام!؟

حيثُ أجملُ مَا فيهِ أنينُ الخَائِفين .. وجُثَثُ الـمَوتى تَبدو كَالنِيَام.


هي التي أحببتها من كل قلبي
عندما ملكت قلبها احسست اني ملكت الكون باسره
أحسستُ أن الحياه بدات
أدركتُ أن الحياه جميله
جميلة للغايه
سمائها أرضها عشبها أزهارها
نسماتها كل ما فيها
أنتي الحياه كلها

 
بكت عيوني آلام الفراق
فردد قلبي الحزين باحتراق
كيف للقلب أن ينساكم
يا من في الفؤاد سكناكم
فضرب لي موعد مع الفراق
فكان الحزن الآت
وقال لي الفراق
ما بال هذا القلب بالحزن قد مات؟
فحاولت أن أتكلم
أو أفسر ذلك الحزن العميق
ولكن هيهات.. ثم هيهات!!
وفي غمرة من السكون والوجل
سمعت همسات واحتفالات!
أتعلمون لمن هذه الاحتفالات؟؟!!
إنها احتفالات المآقي بالدمعات!
فتراقصت الدمعات.. على شفاه هجرتها البسما
فاختلطت الآلام بالدمعات..
فكانت حرة الزفرات..

حاولت أن أتكلم..
حاولت تفسير ذاك الشعور المؤلم..
حاولت أن أعبر للفراق..
عن ألم اجتاح الفؤاد!!!
ولكن ما استطعت... 
فجائتني حروف الفراق...

الألــــــــــــف..

آهـ.. آهـ.. آهـ
من القلب أبثها..
ومن الروح أرسلها..
ومن الوجدان سطرتها...
أنتم يا من في القلب حللتم...
 
الـــــــلام...

لامتني نفسي لفراقكم...
ولامتني عيوني لرحيلكم...
ولامني القلب الحزين لغيابكم...
أنتم يا من في القلب حللتم...
 
الفــــــــاء...

فارقتكم وقلبي أسيركم...
فارقتكم وعيوني تبكيكم...
فارقتكم وما نست شفاهي اسمائكم..
أنتم يا من في القلب حللتم

الــــــراء...

رميتم قلبي بسهم من الأحزان..
فاستقر سهمكم في صميم الوجدان...
فبكى القلب على ذكرى من كان...
أنتم يا من في القلب حللتم

الألـــــــف..

أتت مرة أخرى!!
لتؤكد ألم الفراق..
فآه.. ثم آه... ثم آآآآآآآهـ..
لقلب حلف ألا ينساكم...
أنتم يا من في القلب حللتم...

القـــــاف...

قلبي الحزين سيظل يذكركم...
وقلمي المتألم سيظل أسير ذكراكم...
فاختلط دم القلب... بمداد القلم ليذكركم...
أنتم يا من في القلب حللتم...

وفي نهاية المطاف..
بكى الفراق...
حزنا علي...
 
وقال:

(لا بد.. لا بد.. لا بد... من فراق الأحبة للأحبة) !!!